الانتحار النفسي (قاتل الحياه)

المنشورات:

الإنتحار النفسي ( قاتل الحياة).

الإنتحار النفسي هو إيذاء الذات وتكرر الأحداث المؤلمة وتكرر الصدمات بطريقة تؤذي الإنسان نفسياً وجسمياً مما تؤدي إلى الإضطرابات النفسجسمية بشكل كبير وشديد تعرضنا إلى التدهور النفسي والجسمي الشديد وقد تؤدي إلى الإنتحار الفعلي والموت.

الإنتحار النفسي هو أن نسمح لشخص آخر لإيذاء نفسيتنا وجرحها مرة تلو الأخرى والإستمرار بذلك دون معالجة المشكلة وأسبابها.

الإنتحار النفسي بيصادف جميعنا دون وعي دون إدراك وبشكل يومي ومستمر ويجب علينا التصدي له وإيقافه لأجل بقائنا بالحياة.

يوجد لدينا جميعاً غريزة البقاء على هذا الوجود وهذه الغريزة تقوي فينا الحب والشغف لعمارة هذه الأرض بشكل منتظم يناسب وجودنا كأعظم خلق للخالق عز وجل.

فتفكير الإنسان بما ينبغي أن يجب فعله في هذا الحياة من أمور سليمة وصحيحة وبكل قوة وإرادة وصبر وحكمة عميقة تجعله يتخلص من الإنتحار النفسي الذي يصادفه بحياته اليومية والمستمرة.

أما ما يعرض الإنسان للخطر وبشكل يومي هو الإستسلام لليأس والتوقف عن الشغف الذي يجعله فريسة سهلة لغريزة الفناء وإنتهاء الحياة بالموت دون تحقيق أي هدف وجد من أجله في هذا الكون الكبير.

الإنتحار النفسي هو مصطلح لجميع التصرفات والأحداث التي تؤلمنا ونقوم بتكررها والأستمرار فيها ونحن نحترق ونتلف داخلياً ببطىء وذلك يؤدي إلى موت المشاعر البشرية وتبلدها مما يؤدي إلى نتائج سلبية كبيرة.

ومن أشكال الإنتحار النفسي الذي قد يصل الإنسان للفناء وهي الغريزة التي يجب على الإنسان التخلص منها ويعلم سبب وجودة الحقيقة في هذا الوجود، نوضح بعض تلك الأشكال:

١ - النظرة السلبية تجاة الذات والمستقبل والآخرين.

تتراكم تلك الصدمات والأحداث التي تصل الإنسان إلى ما يسمى عند العامة (العقدة) وهذه العقد تجعل الإنسان يلوم نفسة بكثرة ويجعل تركيزة وكل تفكيرة بجلد الذات وهدم الذات وتحقير الذات وإمتهان الذات وذلك نتيجة مشاعر كانت أسبابها قديمة أو قد تكون حاضرة مما تهيج الأفكار بكثرة وتجعل الإنسان في صراع وتشويش وإنهاك جسمي وتدهور نفسي شديد مما تجعله يشعر بشعور غير سوي يمكن أن يجعله فاقد الأمل بكل شيء.

٢- تكرار الأحداث والمواقف بدون وعي.

وهو تكرار الصدمات والأحداث المؤلمة مثل العلاقات الغير سوية والصدمات العاطفية المؤلمة التي تأتي من التجارب السلبية والمؤذية ويقوم بتكرراها والدخول بعلاقات متتالية لأنه يشعر بالإحتياج الناتج عن الصدمة أو الحدث السابق وذلك يأتي دون إدراك كلي لما سيدخل عليه فتسوء العلاقات والأحداث دون شعور وذلك بسبب ما خلفه الماضي وماخلفته الصدمات والمواقف والتجارب السلبية وينتج عن ذلك الألم النفسي والتفكير المؤلم والصراعات ونشوب الخلافات المستمرة والتشويش وعدم وضوح الرؤية بالشيء الذي أقبل عليه وبذلك تبدأ وظائف أعضاء الجسم تعمل بطريقة مضطربة مما يجعل القصور فيها وقد تتلف بسبب عدم الحصول على المساعدة النفسية بسبب عدم الوعي بها، ويصل الإنسان إلى إضطرابات نفسجسمية منها الآلام التي تصيب الجهاز الهضمي مثل قرحة المعدة وسوء الهضم والحرقة وغيرها،والآلام التي تصيب الجهاز العصبي مثل القولون العصبي والشدود العصبية وغيرها ما يؤثر الدماغ،والآلام التي تتسبب أمراض كثيرة مثل القلب وأوجاع المفاصل كالرومتيزم وأمراض الجهاز التنفسي مثل الكتمة وضيق التنفس وغيرها، فيجب علينا ثم يجب علينا أن ندرك ذلك بالحصول على المساعدة النفسية من قبل المتخصصين في الجانب النفسي العلاجي.

٣ - المثالية المفرطة:

كثير من الأشخاص يبحثون عن المثالية المفرطة والكمالية وذلك ينتج بسبب عدم وعي الإنسان بالقيمة الحقيقة له، وعدم إدراكه بأن لكل إنسان ما يميزة في هذا الوجود وهذه المعجزة التي خلقنا الله بها جميعاً. فلهذا السبب قد يعيش الإنسان بمراحل حياتية صعبة لإرضاء الآخرين والوصول للمثالية مما يصله إلى الإخفاق والخوف وعدم الثقة بالنفس وذلك يجعله ينتحر نفسياً دون إدراك بالوقت الذي يذهب من عمره وهو لا يشعر فينتج عن ذلك الألم النفسي الشديد وعن ذلك تنتج الأمراض الجسمية.

٤- التشكيل السرابي.

وأعني به إن يجعل الإنسان كينونة غير كينونتة وهو أن يسمح لنفسه ويسمح للآخرين بصناعة ونسج شخصيته ويحجب ويقمع شخصيته الحقيقية والفطرية التي تكون منها وأقصد بذلك أن يسمح للأوامر السلبية الخاطئة التي تأتي من الآخرين أن تسيطر عليه معرفيا في التفكير أو حتى فعلياً ويضل يعيش عمره لكي يرضي الأخرين وتلبية إحتياجاتهم دون رغبة بها أو الحاجة لها وهذا يدخله في صراع نفسي معرفي حاد وشديد مما يهدم أركانه النفسية التي منها تبنى شخصيته وعليها تبنى حياته.

وهناك أشكالاً كثيرة للإنتحار النفسي لكننا تحدثنا في هذا المقال عن أبرزها فالسؤال المهم كيف يمكننا التخلص من هذه الأشكال والمشاكل النفسية الناتجة عنها لكي لا نصل إلى الإنتحار النفسي ونحيا بصحة نفسية متزنة وصحة جسمية سليمة؟

على الإنسان الحد من كل شيء سلبي يشعر بأنه يسيطر على مساحتة النفسية ويتخلص منه بالتفكير المنطقي ويحيا تلك المشاعر في وقتها وعند الإنتهاء منها في وقتها التي حدثت فيه يخبر نفسه أنتهى ذلك الوقت ويبتعد عن تضخيمها وتهويلها وذلك ينتج عن التفكير المفرط بها ويعلم أن وقته يجب أن يقضية بتحقيق أهدافة المخطط لها، ويمارس التمارين النفسية مثل الأسترخاء والتفكير العقلاني والتمارين الجسمية الرياضية كالجري واللعب والإستطالات وغيرها من التمارين التي تسهل عليه، وفي حالة يحتاج إلى المساعدة النفسية عليه دون تردد الذهاب إلى المختص النفسي لمساعدته لإيجاد حلول مناسبة وجميلة، وبذلك سيحقق أجمل أهدافه وطموحاته بعون من الله سبحانه وتعالى، وعون من نفسه وإرادته.

وحتماً كل ذلك سيمر وسيزول وتخبرنا التجارب أن هناك مشاكل صادفتنا بحياتنا وكنا نشعر بأنها لم ولن تنتهي فمر الوقت وأصبحنا نتذكرها ونبتسم ونتعلم منها درساً لحياتنا..والسلام علينا أينما كنا...

دمتم بخير.

# حياة_للإستشارات_النفسية_والتدريب.

الإختصاصي والمعالج النفسي.

سليم عبده القيهمي.


.

شاركنا رأيك

بريدك الالكتروني لن يتم نشره.

اخر المقالات